التدقيق الخارجي واجراءته في السعودية
التدقيق الخارجي هو سلسلة من الإجراءات المتبعة؛ من أجل فحص القوائم، والسجلات المالية لإحدى المنظمات من قبل مدقق مختص مستقل.
حيث أنه بحلول نهاية السنة المالية، ينبغي على الشركات تقديم معلومات بشأن الأداء المالي لها، ويجب أن تكون تلك المعلومات خالية من الأخطاء.
وهنا تأتي أهميته في فحص المعلومات، سوف نتحدث عن أهمية التدقيق الخارجي، وإجراءاته، في تلك المقالة.
مفهوم التدقيق الخارجي
يمكننا تعريفه بأنه عملية تدقيق، ومراجعة لأنظمة المؤسسة، عن طريق مدقق مستقل؛ للتحقق من صحة بياناتها، وسجلاتها.
حيث يقوم المدقق بمهمته في مراجعة المعاملات، والأرصدة المحاسبية؛ من أجل التحقق من صحتها، واكتمالها.
حيث تفرض العديد من الدول على الشركات الكبرى تقديم تدقيق خارجي لها، في الغالب مع نهاية السنة المالية.
يجب أن تكون المعلومات المتعلقة بالتدقيق صحيحة، لا تعتريها أخطاء تقدح من مدى صحة، ومصداقية تلك المعلومات.
حيث أن الهدف الرئيسي لعمليات التدقيق الخارجي هي تحقيق العدالة، وليس الكشف عن المخالفات، وعلامات الاحتيال.
إلا أن هناك حالات قد يتم فيها الكشف عن وجود احتيال في نظام الشركات من قبل المدققين الخارجيين.
ولكن هنا قد يتساءل البعض “هل يمكنك الاكتفاء بالتدقيق الداخلي؟”، في الحقيقة أن التدقيق الداخلي قد يعتريه بعض الأخطاء.
حيث أن من يقوم بمهمة التدقيق الداخلي يكون ذو صلة بعمل الشركة، وعليه، فقد لا يقدم معلومات صحيحة.
ففي حالة وجود مخاطر تهدد الشركة، فقد لا يقوم المدقق بالكشف عنها؛ خشيةً من اهتزاز منصبه الوظيفي في الشركة.
وهذا على خلاف المدقق الخارجي، الذي لا يملك أي مخاوف من الإبلاغ عن أي مخاطر، أو مشكلات لدى الشركة.
أهمية التدقيق الخارجي
يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على أعمال الشركة، ونجاحها، من خلال نتائج التدقيق، والكشف عن سير الأعمال.
وهناك العديد من الفوائد من وراءه ومنها الآتي:
- تقديم معلومات مالية عن الشركة مبنية على معايير موضوعية، ومحايدة.
- المساعدة في الكشف عن الأخطاء، التي كان من الصعب الكشف عنها، عن طريق التدقيق الداخلي.
- الكشف عن مخاطر الامتثال المحتملة للشركة.
- تحديد مشكلات، ونقاط الضعف للشركة، مع اقتراح بعض الحلول.
- زيادة احتمالية الشركة في استدامة نجاحها، وتحقيق الأهداف، من خلال التحقق من انتفاء الأخطاء، والمشكلات.
- بيان مشاركة المساهمين في أداء الشركة بشفافية.
- قد تساعد في علاج الخلافات بين الشركاء.
- اعتماد الشركة على التدقيق الخارجي يساهم في تقليل عمليات الاحتيال من قبل الموظفين، باعتباره التدقيق رادع لهم.
- تعد كشوفات التدقيق الخارجي، ونتائجه من أسس تسوية الحسابات للشركات.
مبادئ التدقيق الخارجي
يجب أن تتم عملية التدقيق بشكل مثالي؛ من أجل ضمان الحصول على تقارير مراجعة سليمة مدققة حول أداء الشركة.
وتقوم عمليات التدقيق على مجموعة من المبادئ، وهي:
- إعداد تقارير التدقيق بدقة، على أن تتضمن نتائج التدقيق، والعقبات أثناء التدقيق.
- اتباع المنهجية في القيام بمهمة التدقيق؛ للحصول على نتائج صادقة.
- من أبرز مبادئ التدقيق الخارجي الاستقلالية؛ مما يساهم في الحصول على نتائج موضوعية، بعيدة عن التحيز.
- الاستناد على الأدلة؛ من أجل الوصول إلى نتائج صحيحة.
- على المدقق إتقان القيام بواجبه المهني، مراعاةً لمدى أهمية تلك المرحلة في عمر الشركة.
- الالتزام بمبادئ المهنة من نزاهة، وشفافية، والسرية.
أنواع التدقيق الخارجي
هناك العديد من الأنواع، ومنها:
التدقيق الجنائي
هناك بعض الحالات، التي قد تتطلب تدقيقًا جنائيًا، ومنها:
- التحقيقات المتعلقة بحالات التهرب الضريبي، جرائم غسيل الأموال، والاختلاس.
- دعاوى إهمال المحاسبة المالية.
- نزاعات الشركاء حول الأرباح.
التدقيق الضريبي
تتم عمليات تدقيق الأمور الضريبية للشركات من قبل هيئة الزكاة والضريبة والجمارك؛ من تقييم الإقرارات الضريبية للشركة.
التدقيق البيئي
نظرًا لأن بعض الشركات، قد تمارس أنشطة لها أثر محتمل أن يمس بمعايير سلامة البيئة، هنا يتم تقديم تقارير تدقيق بيئي.
حيث تقوم الشركة بإجراء تدقيق بيئي؛ للتحقق من الامتثال لمعايير سلامة البيئة، وتقدم تلك التقارير مع تقارير الشركة السنوية.
تدقيق نظم المعلومات
إن تدقيق نظم المعلومات، قد يكون جزءًا من تقييمات الرقابة الداخلية، أثناء عمليات التدقيق، ويقوم على التالي:
- تحليل خصوصية معلومات الشركة، ومدى سريتها، وأمنها.
- تصميم النظام، وتحليل معايير تطويره.
- تحليل سلامة، ومعالجة بيانات الشركة.
تدقيق القطاع العام
في بعض الدول، ينص القانون على إجراء تدقيق خارجي للمؤسسات الحكومية، وتتم عمليات تدقيق القطاع من قبل مدقق من القطاع العام.
إجراءات التدقيق الخارجي
أما عما هي إجراءات التدقيق الخارجي، فهي تتمثل في التالي:
تعيين المدقق
حيث تقوم الشركة بتعيين المدقق، على أن يكون المدقق مستقل عن الشركة، والتحقق من ذلك، ومن ثم التعاقد بين الشركة، والمدقق.
التخطيط
حيث يقوم المدقق بإعداد خطة التدقيق، على أن يتم تحديد الموعد النهائي المحتمل لإكمال عملية التدقيق.
ثم يبدأ المدقق في تنفيذ برامج المراجعة، مع تقييم المخاطر المالية في بيانات المنظمة، مع إجراءات التدقيق العادية.
تجميع الأدلة
حيث ينطلب من المدقق جمع الأدلة على ما جاءت به تقارير التدقيق، على أن تكون تلك التقارير قوية، وواضحة.
إعداد التقارير والتوقيع عليها
حيث تنتهي إجراءات التدقيق الخارجي بإعداد التقارير المتضمنة بيانات، ونتائج التدقيق، ويجب على المدقق التوقيع عليها.
وبذلك تكون قد تمت عملية التدقيق الخارجي بشكل كامل، ويتم تزويد المنظمة بالتقارير؛ من أجل التحقق من صحة أوضاعها.
من يقوم بالتدقيق الخارجي؟
يتم التدقيق الخارجي من قبل طرف مستقل عن المنظمة، على أن يكون مؤهلًا، ومعتمدًا للقيام بمهام التدقيق الخارجي.
وهنا يمكنك اللجوء إلى إحدى مكاتب، أو شركات المعتمدة، التي تقدم خدمات التدقيق الخارجي، على يد مدققين مؤهلين.
حيث يتولى المدققين الخارجين مسئولية إعداد تقارير التدقيق للمنظمة أمام المساهمين، مع عرض الاقتراحات، والتوصيات.
دور التدقيق الخارجي في تحقيق موثوقية المعلومات المحاسبية
سنتحث الآن عن دور التدقيق الخارجي في تحقيق موثوقية المعلومات المحاسبية.
حيث أن عمليات التدقيق الخارجي تهدف إلى تحقيق موثوقية المعلومات المحاسبية المتعلقة بالمؤسسة، والتحقق من صحة البيانات المالية.
ويتم تحقيق موثوقية المعلومات المحاسبية، من خلال مجموعة من الاستراتيجيات، وهي:
التحقق من الامتثال المحاسبي
حيث تهدف عملية التدقيق الخارجي إلى التحقق من مدى امتثال المعلومات المحاسبية للمعايير المحاسبية المعتمدة، ومبادئها.
بحيث يتم التدقيق للكشف عن امتثال الشركة لتلك المعايير، والكشف عن أي تباينات، أو أخطاء في نظام المنظمة.
التحقق من صحة السجلات المحاسبية
حيث تقوم عملية التدقيق الخارجي على التحقق من سلامة سجلات المنظمة، وصحة القيود المحاسبية، وامتثالها للمعايير اللازمة.
التحقق من الأرصدة المالية
من أهداف التدقيق الخارجي إجراء التحقيقات اللازمة حول صحة الرصيد المالي للمنظمة، من خلال فحص البيانات المالية.
التحقق من الالتزامات القانونية
حيث يتوجب أيضًا التحقق من امتثال المنظمة للالتزامات القانونية، والتشريعات السائدة، والتحقق من صحة التقارير الضريبية.
تقديم الاقتراحات والتوصيات
قد يقوم المدقق الخارجي باقتراح بعض التوصيات بشأن تطوير الأنظمة المحاسبية، وأعمال المنظمة؛ لدعم كفاءات العمليات المحاسبية.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا اليوم، التي كانت تدور حول التدقيق الخارجي، فقد تعرفنا على مفهومه، وأهميته.
كما تعرفنا على ما هي إجراءاته، ومبادئه، وسلطنا الضوء على أهميته في تحقيق موثوقية المعلومات المحاسبية.
اقرأ أيضًا:
تسعير المعاملات في السعودية: الدليل الإرشادي للتسعير
ضريبة الاستقطاع في السعودية وكيفية احتسابها
الأدلة الإرشادية للضريبة الانتقائية
