الحوكمة، أو “الحوكمة المؤسسية”، تشير إلى النظام الذي يتم من خلاله توجيه الشركات والتحكم فيها. كذلك تشمل الحوكمة المؤسسية مجموعة من القواعد والممارسات والإجراءات التي تحدد كيفية اتخاذ القرارات في الشركة، وكذلك كيفية تفاعل الأطراف المختلفة مثل المساهمين، والإدارة، ومجلس الإدارة، وأصحاب المصلحة الآخرين.
بينما الهدف الأساسي من الحوكمة المؤسسية هو ضمان الشفافية، والمسؤولية، والمساءلة، والعدالة في إدارة الشركة، مما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية كذلك زيادة قيمة الشركة على المدى الطويل. بناء على ذلك نوضح فيما يلي تفصيل لمفهوم الحوكمة ومكوناتها وأهميتها:
مفهوم الحوكمة
- التعريف: الحوكمة المؤسسية هي الإطار الذي يتم من خلاله توجيه الشركة والتحكم فيها. يشمل هذا الإطار العلاقات بين إدارة الشركة، ومجلس الإدارة، والمساهمين، وأصحاب المصلحة الآخرين.
- الهدف: تحقيق توازن بين المصالح المختلفة لأصحاب المصلحة وضمان الشفافية والمساءلة في عمليات اتخاذ القرار.
مكونات الحوكمة المؤسسية أ. مجلس الإدارة
- الدور: يعتبر مجلس الإدارة العنصر الرئيسي في نظام الحوكمة. يشرف المجلس على الإدارة التنفيذية ويتأكد من تحقيق أهداف الشركة الاستراتيجية.
- المهام:
- توجيه الاستراتيجية: وضع الأهداف الاستراتيجية والإشراف على تنفيذها.
- الرقابة المالية: مراجعة البيانات المالية وضمان دقتها.
- إدارة المخاطر: تحديد المخاطر وإعداد استراتيجيات للتخفيف منها.
- التوظيف والإشراف على الإدارة: تعيين الرئيس التنفيذي وتقييم أدائه. ب. الإدارة التنفيذية
- الدور: تنفيذ الأهداف الاستراتيجية والسياسات التي يضعها مجلس الإدارة.
- المهام:
- الإدارة اليومية: إدارة العمليات اليومية للشركة.
- تقديم التقارير: تقديم تقارير دورية لمجلس الإدارة حول الأداء المالي والتشغيلي. ج. المساهمون
- الدور: توفير رأس المال اللازم للشركة وتقديم التغذية الراجعة حول أداء مجلس الإدارة.
- الحقوق:
- التصويت: التصويت في الاجتماعات العامة على القرارات الرئيسية.
- التقارير: الحصول على تقارير مالية دورية وشاملة. د. أصحاب المصلحة الآخرون
- الموردون والعملاء والموظفون والمجتمع: تلعب هذه الأطراف دورًا مهمًا في نجاح الشركة ويجب أخذ مصالحهم بعين الاعتبار في عمليات اتخاذ القرار.
المبادئ الأساسية للحوكمة المؤسسية أ. الشفافية
- التعريف: توفير معلومات دقيقة وموثوقة في الوقت المناسب لجميع أصحاب المصلحة.
- الأهمية: الشفافية تعزز الثقة بين الشركة وأصحاب المصلحة وتساعد في تجنب الفساد والممارسات غير القانونية. ب. المساءلة
- التعريف: تحمل المسؤولية عن القرارات والإجراءات المتخذة.
- الأهمية: المساءلة تضمن أن الأفراد في مواقع السلطة يتصرفون بما يخدم مصالح الشركة وأصحاب المصلحة. ج. العدالة
- التعريف: التعامل بعدل وإنصاف مع جميع أصحاب المصلحة.
- الأهمية: العدالة تعزز الثقة والولاء بين الشركة وأصحاب المصلحة. د. الاستقلالية
- التعريف: الحفاظ على استقلالية مجلس الإدارة ولجانه لضمان اتخاذ قرارات موضوعية.
- الأهمية: الاستقلالية تمنع تضارب المصالح وتضمن اتخاذ قرارات تخدم مصلحة الشركة ككل.
أهمية الحوكمة المؤسسية
- تحسين الأداء: الحوكمة الجيدة تؤدي إلى تحسين أداء الشركة وزيادة فعاليتها.
- جذب الاستثمار: الشركات ذات الحوكمة الجيدة تجذب المزيد من المستثمرين وتستفيد من شروط تمويل أفضل.
- تقليل المخاطر: الحوكمة الجيدة تقلل من المخاطر المالية والتشغيلية من خلال نظام رقابي فعال.
- تعزيز الثقة: تعزز الثقة بين الشركة وأصحاب المصلحة، مما يسهم في استقرار الشركة ونجاحها على المدى الطويل.
- الامتثال القانوني: الحوكمة الجيدة تضمن الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها، مما يحمي الشركة من الغرامات والعقوبات القانونية.
الأدوات والآليات المستخدمة في الحوكمة
- السياسات والإجراءات: وضع سياسات المعايير والإجراءات واضحة لضمان الشفافية والمساءلة.
- لجان مجلس الإدارة: تشكيل لجان مثل لجنة التدقيق ولجنة المكافآت ولجنة المخاطر للإشراف على الجوانب المختلفة لإدارة الشركة.
- التدقيق الداخلي والخارجي: استخدام التدقيق الداخلي والخارجي لضمان دقة التقارير المالية وفعالية الأنظمة الداخلية.
- برامج الامتثال: تطوير برامج الامتثال لضمان التزام الشركة بالقوانين واللوائح.
- التقييم الدوري: إجراء تقييم دوري لأداء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لتحسين الفعالية والكفاءة. الخلاصة
في النهاية حوكمة الشركات في السعودية تمثل إطارًا حيويًا يحدد كيفية توجيه وإدارة الشركات. من خلال تبني مبادئ الشفافية والمساءلة والعدالة والاستقلالية، بينما يمكن للشركات تحسين أدائها، جذب الاستثمار، تقليل المخاطر، وتعزيز الثقة بين الشركة وأصحاب المصلحة.
بناء على ذلك فإن لحوكمة الجيدة ليست فقط وسيلة لتحقيق الامتثال القانوني، بل هي أيضًا استراتيجية لتحقيق النجاح المستدام والنمو على المدى الطويل.